تواجه الشرکات المحلية والعالمية العاملة في السوق المصري العديد من التحديات، ومن أهمها تلک المتعلقة بالمنافسة وبصفة خاصة بعد دخول الاتفاقيات المنظمة لحرکة التجارة العالمية موضع التنفيذ، الامر الذي أدى لإزالة العديد من الحواجز الجمرکية وحدوث انسيابية في تدفق السلع والخدمات بين الدول في الاسواق المحلية والعالمية على حد سواء، بالشکل الذي أسفر عن تنامي واشتداد درجة المنافسة بين هذه الشرکات وتهديد استمرارها وبقاؤها في دنيا الاعمال. ومن أجل الحصول على المزيد من المزايا التنافسية وتعزيز القدرات الإدارية والمالية والتکاليفية الخاصة بها، فقد وجدت هذه الشرکات أنها في حاجة ماسة إلى استخدام مجموعة متطورة من الأساليب والادوات الادارية والمحاسبية (وبصفة خاصة تلک المتعلقة بنظم ادارة التکاليف) التي تتماشى مع ظروف تشغيلها، بالشکل الذي تساهم فيه هذه الادوات في تعزيز القدرات التنافسية لها، وتساعد على رفع قدراتها على التکيف مع الظروف والمتغيرات الاقتصادية (فهمي، 2009، ص.6) المستجدة والمرتبطة ببيئة التشغيل الحالية. ونتيجة لحاجة الشرکات الى مجموعة من الأدوات المتطورة التي ترتبط بظروف المنافسة والتشغيل، تضافرت الجهود البحثية النظرية وکذا البحوث التطبيقية من اجل تقديم مجموعة من الأدوات والأساليب التي تحتاج اليها في ظل بيئة التشغيل الحالية، ولهذا أخذت البحوث في مجال التکاليف والمحاسبة الإدارية من وجهة نظر الباحث اتجاهين متکاملين لتلبية احتياجات الشرکات من الأدوات اللازمة لتوفير المعلومات المناسبة لاتخاذ القرارات: فبينما کان ترکيز الاتجاه الأول على تقديم مجموعة جديدة من الأدوات المحاسبية والتکاليفية، تتسم بأنها أکثر توافقاً مع ظروف التشغيل في ظل بيئة الاعمال الحديثة التي تتسم بسيطرة الالية على عمليات التصنيع، وتطور أنظمة المعلومات المستخدمة(Diane ) وقدرتها على انتاج کم ضخم من المعلومات والاحصائيات التفصيلية، ومن أمثلة هذه الأدوات والأساليب التي تم تقديمها لتتوافق مع بيئة الترشيد أسلوب قياس التکاليف بالاعتماد على مسارات القيمة وأسلوب صندوق النقاط الخاص بتقييم الأداء الخاص بالمسارات المختلفة للقيمة. اما فيما يتعلق بالاتجاه الثاني للتطوير فقد کان ترکيزه على تطوير مجموعة من الأساليب والأدوات المتواجدة حالياً حتى تتوافق مع المتغيرات والظروف المستحدثة في بيئة التشغيل الجديدة عن طريق تحديث بعض المکونات الخاصة بهذه الأساليب أو تعديلها بما يتوافق مع الاحتياجات المطلوبة من التطوير، ومن أبرز الأدوات التي ظهر احتياجها الى التعديل بالشکل الذي يتوافق مع الاحتياجات الخاصة بالإدارة المتعلقة بالرقابة الفعالة على التکاليف وبصورة تفصيلية في ظل البيئة الحالية للتشغيل نظم التکاليف المعيارية. ولقد تعرضت نظم التکاليف المعيارية بشکلها التقليدي (عاشور, 1991) إلى قدر کبير من الانتقادات وبصفة خاصة داخل الأوساط الأکاديمية والعلمية على أساس تقادمها ، والنظر لها على أنها بمثابة تقنية قديمة تم تصميمها لتلائم نوعية معينة من الصناعات وفي مواجهة نوعية مختلفة من طلب العملاء ، وعدم مناسبتها لظروف التشغيل الحديثةوکذا بسبب عدم مرونتها وقدرتها على التماشي مع التغيرات الحادثة في بيئة التصنيع الحديثة، بالإضافة الى أنها تحفز من وجهة نظر الکثيرين (Maskell and Katko, 2007) ادارة الشرکة على الإنتاج الزائد عن الحاجة، وعدم القدرة على تقديم المعلومات الملائمة لعملية اتخاذ القرارات في الوقت المناسب.
شاهين, محمد احمد محمد. (2018). إطار محاسبي مقترح لقياس وتحليل انحرافات التکاليف المعيارية على اساس النشاط الموجه بالوقت " دراسة تطبيقية". الفکر المحاسبى, 22(2), 1043-1095. doi: 10.21608/atasu.2018.37842
MLA
محمد احمد محمد شاهين. "إطار محاسبي مقترح لقياس وتحليل انحرافات التکاليف المعيارية على اساس النشاط الموجه بالوقت " دراسة تطبيقية"", الفکر المحاسبى, 22, 2, 2018, 1043-1095. doi: 10.21608/atasu.2018.37842
HARVARD
شاهين, محمد احمد محمد. (2018). 'إطار محاسبي مقترح لقياس وتحليل انحرافات التکاليف المعيارية على اساس النشاط الموجه بالوقت " دراسة تطبيقية"', الفکر المحاسبى, 22(2), pp. 1043-1095. doi: 10.21608/atasu.2018.37842
VANCOUVER
شاهين, محمد احمد محمد. إطار محاسبي مقترح لقياس وتحليل انحرافات التکاليف المعيارية على اساس النشاط الموجه بالوقت " دراسة تطبيقية". الفکر المحاسبى, 2018; 22(2): 1043-1095. doi: 10.21608/atasu.2018.37842